ابْـنَـتــي تَـبْــلُــغُ «خَـمْــســاً» بَــعْـــدَ عـــــامٍ.. وأَنـــــا أَبْــغـــي الــثَّـــوابْ |
مــا الَّــذي أَفْـعَـلُـهُ حَـتَّــى أُنَـمِّــي عِـنْـدَهـا الْـعَـقْـلَ، وَأَمْـحُــو الاكْـتِـئـابْ؟ |
خَــــطَـــــرَتْ لـــــــــي فِــــكْـــــرَةٌ أَنْ أَشْــــتَـــــري الآنَ "الْـــحِـــجـــابْ" |
ثُـــمَّ أعْـطِـيـهـا "الْـحِـجَــابَ" عِـنْـدَمــا تُـكْـمِــلُ فــــي الْــسِّــنِّ الـنِّـصَــابْ |
فَــرَأَتْـــنـــي وَأَنــــــــا أَدْخُــــــــلُ لِــلْــبَــيْــتِ وَأُخْــــفــــي الاضْــــطِــــرابْ |
فَتَلَـقَّـتْـنـي: أَبـــــي مـــــاذا جَـلَــبْــتَ الْــيَـــوْمَ مِـــــنْ سُـــــوقِ الـثِّــيَــاب؟ |
قُــلْــتُ: لَــــنْ أُخْــبِـــرَكِ الآنَ، ولــكِـــنْ بَــعْـــدَ عـــــامٍ يـــــا «رَبـــــابْ» |
فَــأَلَــحَّــتْ، وَبَـــكَـــتْ قــائِــلَــةً: "بـــابـــا أَنــــــا أَبْـــغــــي الْــحِــجـــاب" |
مـــــا الَّـــــذي أَخْـبَــرَهــا بـــالأَمْـــرِ حَـــتَّـــى فـاجَـأَتْــنــي كـالـشِّــهــابْ؟! |
لَـوْنُــهُ الأَسْـــوَدُ قَـــدْ كـــانَ الَّـــذي أَبْـــداهُ للطِّـفْـلَـةِ مِـــنْ دونِ ارْتِــيَــابْ |
فَرَضَخْتُ، وَمَدَدْتُ «الْكابَ» للطِّفْلَةِ، لكِنْ بَعْدَ أَنْ وَجَّهْـتُ لـلأُمِّ الْخِطـابْ.. |
أَخْبِري الطِّفْلَةَ: هذا الْكابُ لا يَصْلِحُ هذا الْعـامَ، لكِـنْ سَـوْفَ آتيهـا بِكـابْ |
فَــأَصَــرَّتْ هِــــيَ أَنْ تَـلْـبَــسَ هــــذا «الْــكـــابَ» مِـــــنْ دونِ ارْتِــقـــابْ |
فَــبَــدَتْ فــيــهِ كَـشَـمْــسٍ تُــرْسِــلُ الأَنْــــوارَ مِـــــنْ خَــلْـــفِ الـسَّــحَــابْ |
|
*** |
فالْـحِـجـابُ لِلْـفَـتـاةِ عِـنْـدَمـا شُـــرِّعَ فـــي الـسُّـنَّـةِ مِــــنْ بَــعْــدِ الْـكِـتَــابْ |
لَـمْ تَكُـنْ فِكْرَتُـهُ التَّضْييـقَ والضَّغْـطَ عَـلَـى الْـمَـرْأَةِ أَوْ مَـحْـضَ احْتِـسَـابْ |
هُـــوَ لِـلْـمَـرْأَةِ حِــصْــنٌ وَجَــمَــالٌ، وَهْــــوَ لِـلْـعِـفَّـةِ فـيـهــا خَــيْــرُ بــــابْ |
كَذِبَتْ مَنْ تَدَّعي الْعِفَّةَ مِنْ دونِ حِجابٍ حَيْثُ مَنْ ذا يَرْتَوي دونَ شَراب؟!! |
فَ «نَوالُ»(1) هَـذِهِ الشَّمْطَـاءُ لا تُعْنَـى سِـوَى بالْقِشْـرِ مِـنْ دونِ اللُّبـابْ |
أَفَــهَـــلْ تَــأْمَـــنُ فـــــي الأَرْضِ فَــتـــاةٌ وَهْـــــيَ مـــــا بَــيْـــنَ الـــذِّئـــابْ |
بِـــسِـــوَى الْـحِـشْــمَــةِ والإِيـــمـــانِ؟!! فـالـشُّــبَّــانُ أَعْـــــــوادُ ثِـــقــــابْ |
|
*** |
نَــــحْـــــنُ مَـــسْـــؤُلُـــونَ عَـــــــــنْ أَنْــفُــسِــنـــا يَـــــــــوْمَ الْـــحِـــسَـــابْ |
فَـلْـنُـطَــبِّــقْ شِــــرْعَــــةَ الإِسْــــــــلامِ فــيـــنـــا فَــتَـــيـــاتٍ أَوْ شَــــبَــــابْ |
والْحِـجَـابُ هُــوَ مِـــنْ أَوَّلِ مـــا يَـعْـتَـرِضُ الْـمَــرْأَةَ فـــي هـــذا الـرِّحَــابْ |
أُخْـــتُ فَلْـتُـدْنـي عَـلَـيْـكِ مِـــنْ جَلابـيـبِـكِ حَـتَّــى تَـأْمَـنـي سُـــوءَ الْـعِـقَـابْ |
فَعِـقَـابُ اللهِ فــي الدُّنْـيـا كَبـيـرٌ.. بَيْـنَـمـا الـدُّنْـيـا عَـلــى الأُخْـــرى ضَـبَــابْ |
يَوْمَ يَنْزاحُ نَـرَى كَـمْ هُـوَ قـاسٍ مـا أَعَـدَّ اللهُ لِلْعَاصيـنَ مِـنْ سُـوءِ الْعَـذَابْ |