هل هذا هو مفهومك للانفتاح يا شيخ حسن؟
سامي الدبيسي * - 25 / 4 / 2008م - 2:13 م
لقد اتخذ شيخ حسن الصفار لنفسه منهج الانفتاح على الآخرين وأخذ يبسط الحديث في غير مناسبة محاولا شرح مفهوم هذا المنهج وآثاره وفوائده وقد ألف عدة كتب تصب في هذا الاتجاه ومنها (الحوار والانفتاح على الآخر) و (السلفيون والشيعة نحو علاقة أفضل) وغيرها من الكتب.
في الحقيقة أن شيخ حسن هو رائد هذه المدرسة بامتياز ومن أروع من تعمق في مضمون هذا المبدأ ومارسه بإخلاص بعيد النظر.
فشيخ حسن لم يأل جهدا في الانفتاح على مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية والدينية والفكرية سواء داخل الوطن أو خارجه دون أدنى محاولة منه لإقصاء أو استبعاد أي جهة من جهده في التواصل والانفتاح.
ففي الجانب السياسي فهو على علاقة من التواصل مع النظام السياسي بمختلف جهاته في الوطن من أجل إيصال صوت المواطنين ومشاكلهم وقضاياهم وتطلعاتهم إلى الجهات العليا في الدولة, إضافة إلى تواصله الدائم مع مختلف الأنظمة السياسية خارج الوطن فيما يخص مصلحة الجميع .
وفي الجانب الديني فقد نأى بنفسه عن منهج الصدام والصراع سواء كان بصبغة دينية أو مذهبية بل دعا الجميع داخل أو خارج مذهبه إلى التعاون على البر والتقوى ومصلحة الوطن والأمة داعيا إلى نبذ التعصب والشحن الطائفي أو الفئوي واحترام التعدد والاختلاف والتعايش في ظل العدل والمساواة.
وفي الجانب الفكري فقد دعا إلى الحوار والنقاش والانفتاح على مختلف الآراء بعقل مفتوح بغية الاستفادة من ايجابيات الآخرين وتلمس الأخطاء كي يتجنبها الجميع محاولا تكريس مبدأ الحوار كقيمة إنسانية ودينية تؤدي بنا إلى الاستقرار والسلم الاجتماعي والسلوك الحضاري.
وفي الجانب الاجتماعي فهو على تواصل دائم مع مختلف فئات وشرائح المجتمع وآخرها لقاؤه مع فئة الشباب والمراهقين العاطلين عن العمل وسائقي الدراجات النارية متحدثا معهم عن مشاكلهم ومبينا لهم خطأ سلوكهم في إزعاج أو إقلاق أمن وسلامة الآخرين وداعيا لهم إلى بذل المزيد من الجهد في محاولة الاستفادة من طاقاتهم في مختلف المجالات الايجابية التي تعود عليهم وعلى بلدهم ومجتمعهم بالخير .
طبعا في مسعاه يواجه صعوبات وعقبات سواء في جانب القبول الفكري والثقافي لأن ثقافتنا لا تصب في اتجاه قبول التعدد والتعاون على هذا الأساس أو في جانب تبني هذا المبدأ كخيار استراتيجي وليس تكتيكي كي ننهض من كبوتنا وسباتنا العميق وتمزقنا المرير الذي لا يعود علينا سوى بمزيد من التردي, ولكن ذلك لم يثنيه عن مواصلة السير في هذا الطريق الحضاري متمثلا قوله تعالى
﴿ الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا ﴾ .
هناك من يقف في طريق الانفتاح بدافع الجهل والغفلة وهناك من يقف لمآرب شخصية حيث أن هذا الطريق لا يخدم مصلحته حتى ولو كانت على حساب الآخرين ودورنا هو الوعي والتمييز وقطع الطريق أمام المنتفعين من جهلنا وغفلتنا.
موضوع: هل هذا هو مفهومك للانفتاح يا شيخ حسن؟ 
