قلق العرب من وصول الشيعة إلى السلطة وراء سياستهم في العراق

قلق العرب من وصول الشيعة إلى السلطة وراء سياستهم في العراق
وكالة رويترز للأنباء - « الرياض - من اندرو هاموند » - 24 / 4 / 2008م - 1:32 ص




منذ سقوط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003 والدول العربية السنية تجد صعوبة في التكيف مع صعود الشيعة إلى السلطة في العراق.
وتحجم حكومات الدول العربية السنية عن اقامة روابط دبلوماسية كاملة مع بغداد متعللة بالمخاطر الأمنية واعتماد الحكومة المستمر على أعداد كبيرة من القوات الأجنبية والنفوذ المتنامي لإيران جارة العراق.
ولا يوجد سفير من أي دولة عربية سنية بشكل دائم في بغداد منذ خطف وقتل المبعوث المصري بعد وقت قصير من وصوله للعراق عام 2005. كما تندر زيارات كبار المسؤولين من الدول العربية لبغداد.
وركز الزعماء العراقيون والأمريكيون على هذه القضية خلال الاجتماع الاقليمي الذي عقد في الكويت يوم الثلاثاء.
وكان العراق يوما من كبار اللاعبين في المسرح السياسي العربي وتلقى أموالا من دول الخليج العربية في حربه مع إيران التي استمرت من عام 1980 حتى عام 1988 في إطار جهود عربية للتصدي لنفوذ إيران الشيعية غير العربية المتصاعد في المنطقة عقب ثورتها الإسلامية عام 1979.
لكن مع هيمنة رجال الدين والزعماء السياسيين الشيعة على المسرح في العراق بعد الغزو الأمريكي للبلاد عام 2003 أعرب زعماء عرب منهم الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله عن رؤى تكشف عن مخاوف من ان العراق لم يعد عضوا في ناديهم.
وقال فؤاد إبراهيم كاتب دراسة عن الاقلية الشيعية في المملكة العربية السعودية "هناك مشهد أقليمي جديد يسيطر عليه الخوف على مستقبل الهيمنة السياسية السنية مع ظهور معسكر شيعي وصعود الشيعة إلى السلطة في العراق."
وقال محمد السيد سعيد رئيس تحرير صحيفة البديل المصرية "غالبية الدول العربية لا تحب ان ترى هيمنة شيعية. انها تقبل بمشاركة شيعية لا بالهيمنة على العراق."
وقال دبلوماسيون في الرياض ان السعودية التي تعتبر نفسها الممثل الأكبر للتيار الإسلامي السني قررت العام الماضي تقليص معاملاتها مع رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي بعد أن خلصت إلى انه يرأس حكومة طائفية شيعية مقربة للغاية من إيران.
وهدد القتال الطائفي بين السنة والشيعة في العراق بدفع البلاد إلى حرب أهلية عام 2006 مما اضطر الولايات المتحدة إلى زيادة وجودها العسكري في إطار تعديل استراتيجي أثار غضب الرأي العام في بعض الدول العربية السنية.
والعراق أيضا وطن لعدد كبير من الاكراد وغالبيتهم من السنة ويسيطرون على منطقة كردستان العراق في شمال البلاد.
وقادت السعودية الجهود العربية لمؤازرة حكومة لبنان المنخرطة في نزاع مع المعارضة التي يقودها حزب الله الشيعي الذي تدعمه سوريا وإيران.
وقال غسان العطية وهو محلل عراقي يتخذ من لندن مقرا له "حين تقتنع الدول العربية ان العراق غير خاضع لنفوذ إيران حينها فقط ستفكر في اعادة العلاقات الدبلوماسية" مشيرا إلى ان وجود القوات الأمريكية في العراق هو في واقع الأمر عنصر ايجابي من وجهة نظر الحكومات العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة.
وأضاف "الدول العربية تعتقد ان الوجود الأمريكي يساعد على اشاعة الاستقرار والحد من نفوذ إيران."
وتقول السعودية ودول عربية اخرى انها تود ان تعمل حكومة المالكي أكثر على تحقيق مزيد من المصالحة السياسية مع الاقلية السنية في العراق التي كانت مهيمنة تحت نظام صدام والتي من الطبيعي ان تطلب الدعم من جيرانها العرب.
ومن جانبها تطالب الولايات المتحدة القلقة بدورها من نقص جهود المصالحة الوطنية في العراق الدول العربية بالوفاء بوعودها بتخفيف اعباء ديون العراق التي تراكمت تحت حكم صدام.
ووفقا لتقديرات وزارة الخارجية الأمريكية جرى شطب نحو 66.5 مليار دولار من الديون الخارجية على العراق. وأضافت الوزارة أن أكثر من نصف الديون المتبقية وتتراوح بين 56 مليار دولار و80 مليار دولار مستحقة لدول خليجية.
وتقول واشنطن أيضا ان سوريا مازالت معبرا لمتشددين إسلاميين من السنة من بينهم عدد كبير من السعوديين يجدون طريقهم الى العراق للقتال تحت راية تنظيم القاعدة.
لكن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وهو كردي يرى انه مهما كانت مخاوف الدول العربية فحسمها يتم من خلال تمثيل دبلوماسي كامل.
وقال زيباري لرويترز هذا الشهر "لا جدوى من الشكوى من نفوذ إيران المتنامي هنا أو من انتقاد الموقف أو عدم الارتياح للعملية السياسية وما إلى ذلك وفي الوقت نفسه الجلوس في مقاعد المتفرجين."