بَائِع الجَريْدَة ..!!

زهراء آل بنجي * - 27 / 4 / 2008م - 9:05 ص

بَائِع الجَريْدَة ..!!
فِي كُل صبَاح أرتشف قهوتِي ْ وأنا بين أسوارُ شُرفتِي
أنظُر إلى وجُوه النَاس حينَ يركضُون..
وجْه شاحِب وآخر غاضب وذاك عاشقُ مجنُونْ..
لاشيء جَديْد تخبُوه أعيُنهـم ..
فقد بِتُ أتقن أسرار لُغة العُيُون ..!!
يَسرِي الفـَرح بينَ أيادي العاشِقين ..
والألَــم يُرافِقٌ خطواتْ العَابِثِين ..
وفي نهايَة الطَريق هُنَاك َمن ينتظرهم..
ذاك بائِــعْ الجَريدَة .. أو بائِع شـتـَاتْ الأخبَار العتِيقـَة ..
لاجــديد لديكْ يابائِع زيــف القَصِيــْدة ..
لاجــديد سِوى أجزاء مُبعثرة وَ أوراق مُلوثة بالخديعَة ..
أكره قراءة إعلان الجريدة في عُمر الخطيئة ..
تكفيني مكتبتي الصغيرة وأوراقهَا الأنيقة وإن كانت قديمة ..
يكفِي صِـدق أخبارها لتُبقيها في عيني جديــدَة ..!!
ليتك تسمع ماتقُول روحِي ياذاك البَائع ..
أرى فيك من الأمر عَجَبا ً .. كل يوم تُمسِك بأطراف الجريدة مُطأطأ الرأس ..!! لِمـَا ؟؟
كل يوم أزداد فضُولا ً لأعرفـك .. ليتنِي أخاطِبَك لِتصحُو ..
ربما ليس لديك من العَمل سوى هذا .. من الشروق حتى الغُروب أنت هُنا .. لِمـَا ..؟
,؛,
لايَهُــم ...
الساعة العاشرة صباحاً الآن .. حان موعدِي لأسير في تلك الحديقَة ..
أخذتُ بمعطفِيْ وحين عُبوري الطريق أحسستُ بمن يتبعني ويُلحق بي ..
قال : سيدي .. عذراً سيدي .. أتشــتري الجَريدة ..!!
كدتُ أصرخ حينها دون أن ألتفت .. ألم يراني أنثــى ألا يُفرق بين الإمرأة والرجُل ..!!
تابعت سيري حتى إختفى همس صوته وجلس مطأطأ الرأس كعادته ..
حينها تراجعتُ بخطواتِي إلى الخلف ..
نظرتُ إليــه ورفعت رأســه ...!!
أتعلمون ماذا رأيت .. ؟
رحمـــــاك ربــــــــي ...
لقد كان أعمــى العينين ..
نعم أعمى العينين
تساقطت دموعِي بحرقَة ..
حتى تبعثرت أوراق الجريدة ..
وصرخت .....
الآن قد ماتت في عيني زهور الحديقة
الآن قد ماتت في عيني زهور الحديقة
الآن قد ماتت في عيني زهور الحديقة .....