كَر و فَر.. عن العمال في الحوار الذي مَر!
زهير آل طه * - «
صحيفة الندوة » - 29 / 4 / 2008م - 9:55 ص
بدأت طفلاً يانعاً دغدغني يوماً ما حلم الحياة والتطور المُزَيَّف.. فلم يعد يشدني رؤاه من التضييق بعد الانكشاف والنداء لأرضخ وأتكيف.. مبرراً النوم والنعاس الذي لازمني في حياتي، دليل فِراري وقراري بعدما انتهيت من رحيل شبابي وصِبايا إلى الكهولة مصاحبا من يحتضر ويتشهد.. فمن يهوى يتشفى لتعثري وبكائي، فليرقص ويدق بعصاي التي اتكئ عليها بعد انحناء ظهري، مسلوباً قراري وإلى الموت فليعلم أن أرواحنا جميعاً إلى السماء ستصعد..
فكل عام أتذكر مُوَلْوِلا وابحث مُهَرْوِلا عن عنوان جديد وكلمات تناسب اليوم العالمي للعمال قبل أن يجور علي الزمان، فأمضي أتحدث وأكتب عنه بالنقاط، كلغة جديدة لِمَن يريدني أن أختصر الحديث وعن الكتابة ابتعد.. فلا اعتقد أنكم تعلمون أو تتذكرون يومه الأول من مايو من كل عام، لأنكم تحايلتم على أنفسكم لطمسه ونسيانه، ووضعتم الرهان على منصة الخوف والاختزال لنكرانه، وأخفيتم جمودكم حتى رَكِبَتْكُم الأوهام.. فلا بارك الله نفاقكم وركونكم مدعين الكمال والتمام.. وظلمتم أنفسكم حين ضيعتم السنين بالرقص وبالتطبيل والتصفيق والانسجام.. وضحكتم وتطاولتم عل من دعاكم إلى تطبيق العدل ونبذ الظلم والثبات على الحق والالتزام..
لكن العجيب في هذا العام تميزه بتوافق وقرب الأحداث، فجرني إلى الانسياق وراء قلمي مستلهما كلماتي من انتفاضة دعم العاطلين في الصميم، والتي أبرمها المؤرخون المتأخرون في وزارة العمل في اختتام الملتقى الأخير للعمل والتوظيف في الحوار الوطني في القصيم، إلا أن هذا الملتقى المعني بالعمال لم يبعد عن يوم العمال إلا بأسبوع، مما هوتني رغبة أتت للأسف متأخرة.. لكنت ناشدت الحوار الوطني بتأجيل اللقاء ليوم العمال أو بمحاذاته لننعم بهموم عمالية فياضة متفجرة.. فلربما تمكنت من مجاراة كل الذين ادعوا أنهم يقفون مع تنمية مواردنا البشرية بعزة وبمفخرة.. لهذا فليجيبوا لماذا أصبحنا العام المنصرم بعيدين عن الإبداع العالمي عند المناظرة..؟ متهمين المنظمين في كلية (إنسياد) العالمية المتخصصة في القضايا والدراسات الإدارية بالتحيز وبشطبنا بالمسطرة.. أم ماذا يعني ما آلت إليه أوضاع جامعاتنا التي أصبح ترتيبها العام الفائت بين جامعات العالم في المؤخرة..؟ مدعين أننا لم نحسن الترتيب والتنظيم لمواقع جامعاتنا الالكترونية وللمعلومات كانت مفتقرة.. أم أن البحث العلمي والإبداع العالمي وتنمية الموارد والعقول البشرية، تكور وانطلق في مسابقة شاعر المليون مجنون مع نسج الروايات الجنسية القصيرة المزورة..!.
فهل دنت بنا ساعة الصفر لنبدأ نجتر ونلفظ من أحشائنا سحر العمل، وتعثر التوظيف والبطالة التي أقنعنا وأقنعكم بها الوزير المحنك.. والشاعر الذي يصعد بك تبكي وينزلك على رأسك تضحك..