شح الدقيق ليس المشكلة الوحيدة

شح الدقيق ليس المشكلة الوحيدة

حسين أنور السنان* - 3 / 3 / 2008م - 11:01 م

لم تستفق مخابز المنطقة من هول صدمة إرتفاع أسعار المواد الخام الأساسية الذي أرتفع بنسب ضخمة خلال العام المنصرم 2007، إلا وباغتتها الضربة القاضية لإرتفاع أسعار الدقيق «يباع في السوق السوداء إذا توفر بسعر يتراوح من 60 ريال إلى 80 ريال للكيس سعة 45 كيلوغرام في ظل أن السعر الرسمي المدعوم من الدولة هو 24.5 ريال فقط».
هذا الإرتفاع الأخير أدى ببعض المخابز لإقفال محلاتها فور إنتهاء الكمية من الإنتاج اليومي والبقاء على أمل الحصول على كيس أو كيسين دقيق في اليوم التالي، وهذا مالم يحدث في يوم من الأيام منذ أن أفتتحت هذه المخابز.
قرأت هذا الصباح تبرير المؤسسة العامة للصوامع والغلال الذي جاء مطمئناً نوعاً ما، بأن هذا الشح ماهو إلا تقنين متعمد في الكميات المباعة للموردين لكي لا يحدث إهدار للدقيق ببيعه لمربي الماشية الذين وجدوا في الدقيق خير بديل للأعلاف التي أرتفعت أسعارها، وكذلك للحد من عمليات التهريب للخارج، وأن المسألة مسألة وقت فقط.
أتمنى كما يتمنى الجميع أن تحل هذه الأزمة سريعاً فالناس من المستهلكين خصوصاً وأصحاب المشاريع الصغيرة لم يعودوا قادرين على المواجهه المتعبة لموجة الغلاء الهائلة التي يمر بها المجتمع منذ قرابة السنتين. حيث أن المشكلة ليست مشكلة شح الدقيق فقط ولكنها مشكلة كبيرة تشمل جميع السلع الهامة والأساسية.
يوم الجمعة الفائتة وعندما كنت أقوم بشراء بعض الحلويات لفت إنتباهي جدول مقارنة بين أسعار المواد الخام الأولية المستخدمة في إنتاج الخبز والحلويات لعامي 2007 و2008 قام بإعداده صاحب مخابز وحلويات قصقوص الشهيرة في منطقة القطيف «هاني منصور قصقوص» وكان كالآتي - مع بعض الإختصار- وكان لي لقاء معه أيضاً:

المواد الأوليةالأسعار عام (2007)الأسعار عام (2008)نسبة الزيادة المئوية

زيت	44	83	89%
سمن	45	83	85%
سكر	74	97	31%
حليب بودره كيس سعة 25 كيلوغرام	240	600	150%
سمسم أمريكي	145	225	56%
جوز الهند	43	80	86%
بيض	75	170	127%
زعتر	6.5	8	23%
نشا	55	70	28%

المواد المذكورة أعلاه تعتبر مواد أساسية وتستخدم من قبل المخبز بشكل يومي وحسب المثال أعلاه فإن التكلفة الكلية للإنتاج أرتفعت بنسبة 94% تقريباً، ولهذا السبب أصبح صاحب المخبز أمام خيارات صعبه ذكرها لي، وهي:
1- أن يرفع الأسعار بنفس نسبة الزيادة في المواد الأولية وبالتالي ترتفع نسبة هامش الربح ويخسر الكثير من الزبائن.
2- أن يرفع الأسعار بنفس نسبة الزيادة في المواد الأولية فقط ويتنازل عن الربح ليحتفظ بالزبائن مما يؤدي لتغطية تكلفة الإنتاج فقط وهذه تعتبر خسارة له.
3- أن يقفل المحل تماماً ويبحث عن نشاط آخر.
خلال حديثي مع هاني قصقوص صاحب المحل أكد لي مستاءً أنه بالفعل سوف يقفل الفرع الثاني للمحل بسسب سوء الإيرادات وزيادة الأسعار، هذا بالإضافة لأزمة الدقيق التي قلصت إنتاج المخبز في الفترة الأخيرة وزادت الخسائر والديون المتراكمة، وسببت عبء جديد عليه.
وقال أيضاً إنه حالياً بصدد إلغاء بعض الأصناف مثل الفطائر والبقلاوة بسبب تكلفة إنتاجها وعدم قبول الناس برفع أسعارها، حيث اضطر لرفع أسعار عدد من الأصناف بسبب تكلفة إنتاجها وكثرة الطلب عليها مثل «الكليجة» التي يزداد الطلب عليها من قبل المآتم.

وحين سألته عن مشكلة الدقيق الحالية وكيفية الحصول عليه قال إنه لا يدري ما السبب الرئيسي للمشكلة حيث أن الموردين يقولون أن سبب النقص هي المؤسسة العامة للصوامع والغلال، والمؤسسة تقول أن المشكلة هي تلاعب بعض الموردين، وبهذا أصبحنا في حيرة لا ندري ما هو السبب الحقيقي لهذا النقص.
كما أكد لي إنه قبل يومين أضطر لشراء الكيس بـ 60 ريال لتغطية الطلبات الصغيرة، أما بالنسبة للطلبات الكبيرة مثل المطاعم فقد تم رفض غالبيتها بسبب هذا النقص وعدم التمكن من الإنتاج بهذه الكميات القليلة حيث لم يتبقى عنده في المحل ساعة حديثي معه سوى أربعة أكياس ونصف سيتم استعمالها للإنتاج ولا يعلم مالذي سيحدث بعدها.
وامتد الحديث ليصل حول المصاريف والإلتزامات الكثيرة مثل رواتب العمال الشهرية التي تصل إلى 50 ألف ريال وعن ديونه المستحقة عليه لدى التجار بمبلغ 240 ألف ريال ومبلغ إيجار سكن العمال والمستودع البالغ 75 ألف ريال سنوياً، كل هذه الإلتزامات تمثل هماً يومياً يجثم فوق صدره في ضل إنحسار الأرباح التي كانت تصل 30 ألف ريال شهرياً والتي تحولت الآن إلى خسارة تقارب 20 ألف ريال حسب قوله.
مخبز قصقوص ما هو إلا مثال واحد من أمثله كثيرة من المشاريع التي تعاني من جراء التضخم وارتفاع الأسعار.
أتمنى عمل بحث ودراسة على هذه المشاريع المتضررة وتقديمها لصانعي القرار حتى يتم حلها والعلم والدراية بنتائجها وأخذها بالحسبان.
من المؤسف جداً أن يضطر أصحاب مشاريع ناجحه لإيقافها وإقفالها بسبب التضخم والغلاء، في حين أنه يجب أن تتوسع المشاريع الصغيرة وتتطور، لتعم الفائدة على المستهلك والمستثمر والباحث عن العمل حيث أن هذه المشاريع كفيلة بخلق الكثير من الوظائف لأولاد البلد الذي يشكوا الكثير من أبناءه عدم توافر أعمال توفر لهم العيش الكريم.

الصراحه هذي أكبر مشكله نواجهها
ونسأل التوفيق
ومشكوره خيتي على هذا الموضوع

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
اللهم صلي على محمد وآل محمد
اللهم صلي على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم وألعن اعدائهم
...............................................
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكوره على مرورك ولكِ مني خالص الشكر والإمتنان
وحفظكِ الله ورعاك ووفقك لما يحبه ويرضاه

مع تحيات

((المدير العام))