منتديات شعاع الزهراء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شعاع الزهراء

منتدى اسلامي ثقافي اجتماعي
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تكملة/أمراء السياسة حينما يتربعون عرش القوافي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شعاع الزهراء
المدير العام
المدير العام
شعاع الزهراء


عدد الرسائل : 1550
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 05/03/2008

تكملة/أمراء السياسة حينما يتربعون عرش القوافي Empty
مُساهمةموضوع: تكملة/أمراء السياسة حينما يتربعون عرش القوافي   تكملة/أمراء السياسة حينما يتربعون عرش القوافي Emptyالجمعة مارس 14, 2008 10:22 pm

تكملة الموضوع
الشعر وحديث الخلفاء
يتضمن نظم الشعر أغراضا كثيرة، يستطيع المتذوق للشعر ملاحظتها، وتكتسب بعض القصائد أهمية كبيرة، بخاصة إذا كانت على ما فيها من بيان وبلاغة تؤرخ لحوادث يكون فيها الشاعر جزءا من الحدث أو يقف قريبا من حافة الزمن الذي وقع فيه، ولذلك لم يستغن رواة التاريخ عن الاحتجاج بالشعر لتثبيت أو نفي حادثة أو واقعة.
وقد أحسن الشعراء في تمثل النصوص القرآنية والنبوية، كما أحسنوا في تثبيت مصاديق النصوص، من قبيل "نص الخلفاء" وعددهم الذي أشار إليه النبي محمد (ص) في أكثر من موقع، فقد أخرج البخاري (ت 256 هـ) في صحيحه: 9/101، عن جابر بن سمرة (ت 66 هـ)، قال: (سمعت النبي (ص) يقول: يكون اثنا عشر أميرا، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش)، ونقل مسلم القشيري (ت 261 هـ) في صحيحه: 3/1452، عن جابر بن سمرة قال: (دخلت مع أبي على النبي (ص)، فسمعته يقول: إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة. قال: ثم تكلم بكلام خفي علي. قال: فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش)، وأخرج أحمد بن حنبل (ت 241 هـ) في مسنده: 5/87، عن جابر بن سمرة، قال: (سمعت رسول الله (ص) يقول في حجة الوداع: لا يزال هذا الدين ظاهرا على من ناواه، لا يضره مخالف ولا مفارق، حتى يمضي من أمتي اثنا عشر أميرا كلهم من قريش)، وروى القندوزي الحنفي (ت 1294 هـ) في ينابيع المودة: 3/399، عن المناقب بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري (ت 74 هـ) يقول: (قال لي رسول الله (ص): يا جابر إن أوصيائي وأئمة المسلمين من بعدي أوّلهم علي، ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه منّي السلام ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم القائم اسمه اسمي وكنيته كنيتي محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان).
وفي هذا الإطار، يثبت الأمير أبو فراس الحمداني، مصاديق الأثر النبوي، في مقطوعة من بحر الخفيف تحت عنوان "الشفعاء"، يقول فيها:
شافعي أحمدُ النبي مولا ** يَ علي والبنت والسبطان
وعلي وباقر العلم والصا ** دق ثم الأمين ذو التبيان
وعلى ومحمد بن علي ** وعلي والعسكري الداني
والإمام المهدي في يوم لا ينـ ** ـفع إلا غفران ذي الغفران

أو قول عضد الدولة فناخسرو بن حسن البويهي في مقطوعة من الكامل تحت عنوان "الأئمة اثنا عشر"، يقول فيها:
إن كنت جئتكَ في الهوى متعمدا ** فرميت من قطب السماء بهاوية
وتركت حبي لابن بنت محمد ** وحشرتُ من قبري بحب معاوية
إن الأئمة بعدَ أحمدَ عندنا ** إثنان ثم اثنان ثم ثمانية

أو قول الوزير الصاحب إسماعيل بن عباد من مجزوء الرمل تحت عنوان "لا أعرف غيرهم"، ينشد:
أنا لا أعرف حقا ** غير ليثٍ بالغري
وثمان بعد شبليـ ** ـيه ومحجوب خفي

وأشار علي بن حماد العدوي إلى الخلفاء والأئمة الاثني عشر من خلال ذكر مواضع مراقدهم الشريفة، عندما أنشد من البسيط، في قصيدة من 41 بيتا تحت عنوان "لا عشت بعدك":
بعضٌ بطيبةَ مدفونٌ وبعضهمُ ** بكربلاء وبعضٌ بالغريين
وأرض طوسٍ وسامرا وقد ضمنت ** بغدادُ بدرين حلاّ وسط قبرين

فطيبة أو المدينة المنورة إشارة إلى الأئمة: الحسن بن علي المجتبى (ت 50 هـ)، علي بن الحسين السجاد (ت 95 هـ)، محمد بن علي الباقر (ت 114 هـ)، وجعفر بن محمد الصادق (ت 148 هـ)، وأما كربلاء فإشارة إلى مرقد الإمام الحسين بن علي والغريين إشارة إلى النجف الأِشرف ومرقد الإمام علي بن أبي طالب (ت 40 هـ)، وارض طوس إشارة إلى مرقد الإمام علي بن موسى الرضا (ت 203 هـ)، وسامرا إشارة إلى مرقد الإمامين علي بن محمد الهادي (ت 254 هـ) والحسن بن علي العسكري (ت 260 هـ)، وبغداد إشارة إلى مرقد الإمامين موسى بن جعفر الكاظم (183 هـ) وحفيده محمد بن علي الجواد (ت 220 هـ). ولم يشر إلى الإمام المهدي المنتظر لأنه حي يرزق حتى يومنا هذا.
وراء كل نهضة امرأة
يجمع المحققون والمؤرخون، ان واقعة الطف واستشهاد الإمام الحسين (ع) ما كان لها ان تعرف تفاصيلها ووقائعها لولا التسديد الإلهي بأن قيض للنهضة الحسينية مَن يرفع لواءها خفاقة ويصدح بها، ويشار إلى شقيقة الإمام الحسين (ع) السيدة زينب الكبرى (6-62 هـ) بأنها المرأة الرائدة التي ملكت لسانا إعلاميا وبلاغيا وكأنها تحدث عن أبيها علي (ع)، فضحت النظام الأموي وهي في عقر داره عبر خطبها ومواقفها البطولية، وحيث أراد النظام عبر حفلة السبي الشامي الطعن بالبقية الباقية من أهل بيت النبوة المحمدية، لكن العقيلة زينب سخّرت هذا الحفل الجاهلي في توعية الجماهير المسلمة على حقيقة الواقع السيء الذين يعيشونه، وكان لخطبها وقع النار في الهشيم.
هذا الدور الذي نلمس آثاره حتى يومنا هذا، حمل الشعراء على تثبيته في صدور أبياتهم وأعجازها، وافرد بعض الشعراء أبيات كثيرة وبخاصة في القصائد التي تحكي واقعة الطف وما جرى بعدها من السبي من كربلاء إلى الكوفة ومنها إلى الشام عبر المدن الواقعة على نهر الفرات. ومن ذلك قصيدة لعلي بن حماد العدوي في 52 بيتا من الطويل تحت عنوان "فديتك روحي يا حسين"، ينشد على لسان السيدة زينب (ع):
وزينب تدعو يا حسين وقلبها ** جريح لفقدان الحسين ثكولُ

إلى أن ينشئ على لسانها:
أقولُ كما قد قال من قبل والدي ** وأدمعُهُ بعد البتول هُمولُ
أرى علل الدنيا عليَّ كثيرة ** وصاحبها حتى الممات عليلُ
لكل اجتماع من خليلين فرقةً ** وإن بقائي بعدكم لقليلُ

ويتكرر مثل هذا في قصائد العدوي، ويلاحظ على قصائده التي استأثرت في الجزء الثاني من ديوان القرن الرابع، بعشر قصائد من بين 91 قصيدة ومقطوعة وبيت يليه احمد الصنوبري بسبعة، وقبلهما الصاحب بن عباد بثلاث عشرة قصيدة، ان بعضها ينطبق عليها وصف "ملحمة"، لأنها تصف معركة كربلاء قبلها وبعدها وتضع المتلقي في أجواء الطف والأسر، ويلزمني العجب كيف غفل خطباء المنبر الحسيني عن مثل هذه القصائد الملاحم التي تنقل المستمع إلى كربلاء وتحلق في أجوائها عبر بساط القوافي، واعتقد ان واحدة من خطط تطوير المنبر الحسيني بما يواكب التطورات في عالم الاتصالات، بحيث تصل واقعة الطف ومجرياتها إلى أسماع اكبر قدر من الناس، وبخاصة طبقة الأدباء والشعراء الذين يتذوقون الشعر أكثر من غيره، بما يجعلهم أكثر انجذابا ويدفعهم إلى النظم على غرار نظم الأولين، عبر إفراد منابر للشعر الحسيني يوم عاشوراء لقراءة ما أنشده الشعراء من ملاحم شعرية في واقعة الطف، على غرار ما يسرده الخطيب يوم عاشوراء من تفاصيل الواقعة.
على إننا لا نعدم شعراء عرب وغير عرب نظموا القصائد الطوال في ملحمة الاستشهاد، مثل ملحمة "كربلاء" للشاعر سعيد العسيلي، و"ملحمة كربلاء" للشاعر الألباني نعيم فراشري (ت 1900م) في عشرة آلاف بيت، طبعت سنة 1898. وملحمة "رواية الحسين" للسيد محمد رضا شرف الدين، وملحمة "حديث كربلاء" للخطيب والشاعر الشيخ إبراهيم النصيراوي.
لزوميات الصنوبري
اشتهر في الأدب العربي "ديوان اللزوميات" لأبي العلاء المعري احمد بن عبد الله التنوخي (363-339 هـ)، ومعنى اللزوميات هو ان يلزم الشاعر نفسه بما لا يلزمها من عدم الاكتفاء بحرف روي واحد، أو ان يلزم الشاعر نفسه بنمط من النظم لم يكن عليه واجب الالتزام، أو بتعبير آخر النظم غير المعهود، ولأن المعري نظم قصائد كثيرة على هذا النمط سمي ديوانه باللزوميات، ومن ذلك قوله:
إذا لم تكن دنياك دار إقامة ** فما بالك تبنيها بناء مقيم

ولا يعنى هذا ان المعري ابتدع هذا النمط، فهو مولد عن غيره، وإنما جاءت الشهرة من كثرة نظمه على هذا النسق، فقد سبقه إلى ذلك شعراء عدة. من ذلك تائية كثير عزة بن الرحمن الخزاعي، يقول فيها:
خليلي هذا ربع عزة فاعقلا ** قلوصيكما ثم ابكيا حيث حلت

والقلوص الناقة، وهنا الزم الشاعر على نفسه ذكر اللام والتام في الأبيات جميعها.
أو ميمية ابن الرومي علي بن العباس، يقول فيها:
أفيضا دماً إن الرزايا لها قيَم ** فليس كثيرا أن تجودا بدَم

وهنا أوجب الشاعر على نفسه إيراد الفتحة قبل الميم.
ومن هؤلاء الصنوبري الذي يرثي الإمام الحسين (ع) في قصيدة من 112 بيتا من الخفيف تحت عنوان "جاش صدري"، حيث التزم في معظم الأبيات ان يقفل البيت على مفردة من صدرها أو عجزها، يقول فيها:
أنا ذاك الآبي احتراش الغواني ** لُبَّه واللبيبُ يأبى احتراشا
ليس كل الهنود هِندا ولا كـ ** ـل رقاشٍ من الغواني رَقاشا

ويضيف:
جاد قبراً بكربلاء رشاشُ الـ ** ـغيث ما اسطاعت الغيوثُ رشاشا
واستجاش الربيع فيها جيوشا ** من جيوش الربيع فيها استجاشا

ثم يضيف:
ما ذكرت الحسين بالطف إلا ** جاش صدري بما ذكرت وجاشا
حين أعطى الأعنة الخيلَ أوبا ** شُ يزيدٍ تبّاً لهم أوباشا

في الواقع ان اللزوميات هو فن أدبي جميل، وتعد لزوميات المعري وروضيات الصنوبري من أعمدة الشعر العربي القريض، ولذلك اشتهر في الأدب العربي ان أعمدة الشعر العربي هي: معلقات الجاهليين، نقائض جرير والفرزدق، زهديات أبي العتاهية، خمريات أبي نواس، وصايا ابن عبد القدوس، سيفيات المتنبي وحكمياته، روميات أبي فراس الحمداني، لزوميات المعري، روضيات الصنوبري، هزليات ابن حجّاج، عظيات ابن الجوزي، غراميات ابن الفارض، تألهات ابن عربي، ترسلات البهاء زهير، غزليات امرئ القيس، اعتذاريات النابغة، حوليات زهير، حماسات عنترة، أهاجي الحطيئة، مدائح البحتري، هاشميات الكميت، مراثي أبي تمام، افتخارات الشريف الرضي، تشبيهات ابن المعتز، نكت كشاجم، ومِلَح السري الرفاء.
خطوة هامة
امتد الجزء الثاني من ديوان القرن الرابع الهجري، من قافية الشين المفتوحة حتى الياء المكسورة، وضم إلى من ورد ذكرهم:احمد بن سهل البلخي (322 هـ)، أحمد بن علوي الأصبهاني (320 هـ)، الحسين بن داود البشنوي (بعد عام 380 هـ)، سلامة بن حسين الموصلي (390 هـ)، محمد بن إبراهيم السروي (385 هـ)، محمد (المفجع) بن احمد البصري (ت 327 هـ)، محمد بن أحمد الصقر (305 هـ)، محمد (ابن طباطبا) بن أحمد العلوي (322 هـ)، محمد بن حبيب الضبي (حدود عام 400 هـ)، محمد بن الحسن الطوبي (بعد عام 350 هـ)، ومنصور بن مسلمة الهروي (311 هـ).
وكان المحقق الكرباسي كالمعري في لزومياته، حيث ألزم نفسه بإفراد 31 فهرسا في حقول شتى استخرجها من متن الديوان وهوامشه، لتكون دليلا للقارئ والباحث والدارس. كذلك كان الكرباسي قد ألزم نفسه بقراءة نقدية لأي مجلد من مجلدات دائرة المعارف الحسينية التي صدر منها حتى الآن 34 مجلدا، لعلم من أعلام البشرية، ولهذا فان الأستاذ في جامعة غوتبري السويدية (Gotebory University) البروفيسور غودمار أنير (Gudmar Aneer)، المسيحي المعتقد، صاحب كتاب "المعتقدات الدينية الإيرانية"، قدم قراءة للجزء الثاني من ديوان القرن الرابع الهجري، وعبر عن قناعته بعد ان أشار إلى أهمية الموسوعة في إبراز معاناة الإمام الحسين (ع): "ان الرغبة تتزايد الآن لدى العلماء الغربيين لتوسيع رؤيتهم تجاه الدراسات الإسلامية"، مؤكدا: "ان الموسوعة الحسينية ستكون خطوة هامة في هذا الاتجاه".
والحمدلله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sho3a3-alzahra.yoo7.com
 
تكملة/أمراء السياسة حينما يتربعون عرش القوافي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شعاع الزهراء  :: 
@@ المنتديات الثقافية والتعليمية @@
 :: شعاع ينابيع الثقافة
-
انتقل الى: