الجزء الأول
الحاجة للزوجة الثانية ومشكلة العنوسة (1)أبو عهد - 28/11/2007م - 1:10 ص
إنّ مسألة العنوسة تخص العوانس وأهلهم وذويهم
وعندما يفكـّر الرجل بالزواج بأخرى فليس همـّه حل هذه المشكلة أبداً
فمنذ بداية بحثه عن شريكة عمره تواجهه مشكلة المنافسة
فهو غالباً يعرف المرأة التي تلبـّي احتياجاته
ولكنـّه لا يستطيع الفوز بها
فيتنازل عن بعض متطلباته التي تبقى طول العمر تلح عليه
وحتماً خلال فترة الزواج سيصادف مشاكل وعيوب أخرى في زوجته الأولى
الحاجة للزوجة الثانية ومشكلة العنوسة (1)
أحببتُ أن أطرح وجهة نظري بشيء من العمق والصراحة
إنّ مسألة العنوسة تخص العوانس وأهلهم وذويهم
وعندما يفكـّر الرجل بالزواج بأخرى فليس همـّه حل هذه المشكلة أبداً
فمنذ بداية بحثه عن شريكة عمره تواجهه مشكلة المنافسة
فهو غالباً يعرف المرأة التي تلبـّي احتياجاته
ولكنـّه لا يستطيع الفوز بها
فيتنازل عن بعض متطلباته التي تبقى طول العمر تلح عليه
وحتماً خلال فترة الزواج سيصادف مشاكل وعيوب أخرى في زوجته الأولى
ويصبح أكثر خبرة بمتطلباته واحتياجاته وأكثر دقة ومعرفة
ومع تقدّم العمر يتحسـّن وضعه المادي وتزيد خبرته من جهة
وتأخذ حياته العاطفية شكلها الروتيني الرتيب وقد تصل إلى وضع الملل من جهة أخرى
والزوجة الثانية التي يستعد لأن يضمها للأولى قد تكون أقل جمالا مـِن الأولى وأقل منها في أمور أخرى
ولكن تبقى لها جاذبيتها من حيث أنـّها أخرى ووجبة إضافية من جهة
ومن حيث أنّه يجد فيها شيء مِن الأمور ما زالت تلح عليه منذ بداية زواجه
ومن أهم هذه الأمور هو جسد المرأة أو وجهها
{ وقد لا يكون جميلاً }
والذي يشعر تجاهه بشيء من التحدي أو الرغبة في الوصول إليه
أو فكرها وعواطفها التي تحرّك فيه مشاعر خامدة وتعيد له شبابه وأحاسيسه . . .
{ وهنا أنصح الزوجات وبعض الأزواج بأنّ المصارحة بالعواطف أمر ضروري ومنشـّط للحياة العاطفية . . .
مع اعتناء الزوجة بمنظرها وأناقتها وقت جلوسها لزوجها } . . .
وأما باللواتي يعترضن على فكرة الزواج الثاني بشكل عام
فليراجعوا أنفسهن وليخضعن لأمر الله وسنـّته . . .
إذن باختصار فإن مشكلة العنوسة تعاني منها بعض قليلات الحظ
وتعارضها مـَن فازت بزوج ملأ عليها حياتها . . .
والغيرة والأنانية مـِن أهم الأسباب التي تحمل المرأة على معارضة انضمام زوجة أخرى ولا يهمـّها إن وجدت الأخرى زوجاً لها أم لم تجد . . .
ولو كان الوضع بالعكس وهي في وضع العنوسة لنظرت بشكلٍ مختلف للأمر
وهنا أود الإشارة إلى ذنب يحمله المجتمع بأكمله تجاه العوانس من الفتيات . . .
ولا أقصد به الأمور المادّية ومعوّقات الزواج التي نعرفها جميعاً . . .
بل هناك ذنب أخطر وهو نظرة المجتمع الخاطئة لمـَن تزوّج عليها زوجها أو لمن تفسح المجال بالتفريج عن أخت لها في الله لم يحالفها الحظ وكأنـّه إهانة للزوجة الأولى . . !
فالكثير مـِن الزوجات تخشى أنـّها لو وافقت على زوجة ثانية مـِن نظرة الأهل والصديقات والجيران والأقارب . . .
وهذا ما دفع بعضهن للخوف من دخول شريكة لها في حياتها وتكون مخاوفها أكبر بكثير من الواقع الفعلي الذي تخاف منه ومن نقص حظها في زوجها . . .
علماً بأنـّه عندما تدخل بشكل فعلي في هذه التجربة قد تجد في الزوجة الثانية أخت وصديقة وأنيسة . . .
هذا طبعاً لو قامت الاثنتان بتفهـّم الوضع واحتياجات الزوج بشكل صحيح وكانتا على قدر كبير من الوعي والنضج . . .
بل بالعكس فيها أجر كبير للزوجة الأولى التي قامت بهذه التضحية الكبيرة ولاقت هذه التضحية شكراً وامتناناً لدى الزوجة الجديدة . . !
والدليل على ذلك الأحاديث والآيات ومنها :
{ مـن كان لديه فضل ظهر . . . الحديث }
والآية الكريمة :
{ فافسحوا يفسحِ الله لكم . . . يرفع اللهُ الذين آمنوا منكم والذين اُتوا العلم درجات }
طبعاً هذا في حال كون الزوج ذو كفاءة وخبرة على ضبط وتنظيم ورعاية الحياة الجديدة بوعي وحزم وخبرة كافيين . . .
وهنا يجب الإشارة إلى أنّ جاذبيـّة بعض الأزواج الرجال تنشأ من خلال ملاحظة شعور زوجته الأولى بالسعادة معه . . .
فهو مجرّب ومضمون وذو خبرة . . .
وهو لطيف وحنون وسيؤمنّ للزوجة الجديدة الاحترام والتقدير اللذان يؤرقان كل فتاة عازبة ويخوّفاها مـِن الزواج . . .
وأما بالنسبة للعدل الذي يتحججن به ويجدون فيه الحجة القوية للمعارضة فيجب الانتباه لهذه الناحية :
فالعدل المطلوب هو في الأمور الغير عاطفية والتي ليس لها علاقة بالمشاعر . . .
فهذه لا يملكها لا الرجل ولا المرأة
وإنما مطلوب في الأمور العملية كالأموال وقضاء وقت متساوي مع كلٍ منهن وفي السكن وذلك ضمن حدود استطاعته . . .
ولا بد مـِن الإشارة إلى لجوء البعض لتطليق زوجته الأولى وكأنـّه يستبدل سيارته القديمة بأخرى جديدة . . .
بل إنّ المعظم أسباب قيام الأزواج بالطلاق هو وجود أخرى في الساحة . . !
وما أفظع الطلاق على الأسرة وما أقبح نتائجه . . !
وكما أنـّه لن يجد في الزوجة الجديدة نسخة منقـّحة عن الأولى متكاملة خالية مـِن العيوب . . !
ورغم أنّ البعض يدرك هذا من البداية إلا أنّ تشوّقه للفوز بالثانية يجعله يغض النظر عن تلك العيوب
والمشكلة الأخرى هي انسجام الأولاد مع الشريك أو الشريكة الجديدة . . .
عدا عن المشاكل المادّية التي هي وراء معظم المشاكل بشكل مباشر أو غير مباشر . . !
ومشكلة تواجد هذا الشريك الجديد مع الزوجة ونظرة الأولاد وتقبـّلها . . .
حيث يشعر البعض بحلوله في وضع أو مكانة ليس من حقـّة ويسرق مكانة غيره . . .
ونصيحتي لمن يفكـر بالزوجة الثانية هو التروّي كثيراً قبل اتخاذ قراره ! ! !
لأنّ هذا البريق للزوجة الجديدة سيزول مع الزمن وتصبح كالأولى ! ! !
وكما أنّ احتياجات الأولى ستزداد بسبب غيرتها مـِن الثانية وهذا إرهاق للزوج لم يكن بحسبانه . . !
كما أنـّه سيحتاج أن يؤمـّن للزوجة الثانية مسكن ومصاريف لو حسبها لوجد أنـّه سيدفع مبالغ بالغة الحجم من أجل قضاء شهوته مع الجديدة ! ! !
وهذه الأموال المجتمع بحاجة لها في سد احتياجات الكثير من الفقراء والكثير مـِن المشاريع الخيريـّة . . .
والتي ستعود عليه وعلى أسرته الأصلية بعظيم الأجر والثواب . . .
وأما إن كانت الزوجة الجديدة لها مصدر رزقها فقد يكون أحياناً مصدر مساعد في نجاح هذه الحياة الجديدة
والحمد لله ربّ العالَمين
موضوع: الحاجة للزوجة الثانية ومشكلة العنوسة (1) 