منتديات شعاع الزهراء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شعاع الزهراء

منتدى اسلامي ثقافي اجتماعي
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الوعي الاجتماعي للوقت في العطلة الصيفية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شعاع الزهراء
المدير العام
المدير العام
شعاع الزهراء


عدد الرسائل : 1550
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 05/03/2008

الوعي الاجتماعي للوقت في العطلة الصيفية Empty
مُساهمةموضوع: الوعي الاجتماعي للوقت في العطلة الصيفية   الوعي الاجتماعي للوقت في العطلة الصيفية Emptyالجمعة مارس 14, 2008 10:51 pm

الوعي الاجتماعي للوقت في العطلة الصيفية
الشيخ حسين العايش - 24/07/2007م - 12:51 م

الوعي الاجتماعي للوقت في العطلة الصيفية 1179080685


إنّ الإنسان في زماننا يستطيع الحصول على المعلومة التي يطمح إليها بسهولة ويسر، ومن أهم هذه الطرق التي توصله إلى ذلك، أن يشتري كتاباً في إدارة الوقت، ويُقدم الكتاب هدية لأسرته، فهذا من أحسن الهدايا وأفضلها، فالمكتبات فيها عشرات الكتب، بل المئات تتحدث عن إدارة الوقت، ومن المؤسف أنّ الناس لا يهتمون بالقراءة التي ترفع مستواهم الثقافي في هذا المجال الهام الذي يُحسِّن من قدراتهم وإسهاماتهم الاجتماعية، إذن علينا أن نبذل قصارى الجهد في تثقيف أبنائنا بأهمية الاستفادة من الوقت من خلال طرح تساؤلات متعددة عليهم، كيف تقضي وقتك؟ وماذا تريد أن تنجز في العطلة الصيفية ككل؟ وما ذا تريد انجازه في هذا اليوم أو في هذا الأسبوع أو في هذا الشهر؟

الوعي الاجتماعي للوقت في العطلة الصيفية


قال الله تبارك وتعالى: {وَالْعَصْرِ*إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}(العصر:1، 2 ،3). صدق الله العلي العظيم.



أهمية الوقت في حياة الإنسان


هذه السورة المباركة تبدأ بالقسم بالعصر، والعصر له معانٍ متعددة، فمن معانيه الزمن، وهو يحتل أهمية كبيرة في حياة الإنسان وفي حياة الأمم والشعوب والحضارات، ويكفينا أنّ الله تعالى دلل على هذه الأهمية الفائقة في القرآن الكريم بالقَسم به في آيات متعددة، كالعصر الذي يشمل في بعض معانيه الزمن كله، غير أنّ هناك فترات من الزمن خاصة أقسم بها القرآن الكريم لأهميتها، كالليل، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}(الليل:1)، والضحى، {وَالضُّحَى*وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى}(الضحى:1،2)، والفجر، {وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ}(الفجر:1،2)، وهناك إشارات متعددة في القرآن أبان فيها الحق تعالى أهمية الوقت في حياة الإنسان كفرد، وفي تقدم الأمة كمجتمع.


الهدف من القسم في القرآن


الحق تعالى عندما يقسم بشيء فهو دليل على أهميته في النظام الكوني، وهذا ما أوضحه المفسرون في قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ*وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}(الواقعة:76)، إذ أنّ مواقع النجوم لها أهمية خاصة في النظام الكوني، فلذلك أقسم الله تعالى بها، وكذا الحال، في الفترات المحددة إذ أنّ لها أهمية كبيرة في حياة الإنسان والمجتمع، فوَرَدَ القَسَم بها.


مشكلة الوقت لدى الشباب


لا بد أن ننبه على الأهمية الفائقة للوقت والزمن في حياتنا وحياة أبنائنا وبناتنا، لأننا نعيش إشكالية كبيرة في عدم الاستفادة المثلى من الوقت، فهناك الكثير من الشباب والفتيات يعيشون هذا المأزق، ويظهر ذلك في حديثهم، فتجد أحدهم يعبر بأننا نريد قتل الوقت أو أننا نعيش السّآمة والملل بسبب عدم انقضائه، والناس يختلفون في أزمة الوقت، فهناك من لا يجد الوقت الكافي لتحقيق أهدافه وانجاز ما أعده لنفسه من أولويات والعكس من ذلك، فهناك من يعيش أزمة في مسألة الوقت لعدم إدراكه لأهميته.


استغلال الوقت في العطلة


ومن هنا فعلى الآباء وأولياء الأمور خصوصاً في العطلة الصيفية - التي تقرب من ثلاثة أشهر - أن يثقفوا أبناءهم وبناتهم على أهمية الوقت من ناحية، وعلى كيفية الاستفادة المثلى من الوقت من ناحية أخرى، أي لابد أن نجعل الأبناء والبنات يعون الأهمية الفائقة للوقت، فالذي لا يدري أهمية الوقت يذهب وقته هدراً، لذا، تجد الكثير يقضي وقته في جلسات مُملة، لا تعود عليه بفائدة، فهناك من يجتمع في البساتين والمزارع لقضاء الوقت في التدخين وتناول المعسل والنارجيلة، ويقضي جُل وقته في حديث فارغٍ، ليس لإجراء حوار أو مناقشة لمسألةٍ هامة، فما يهمه هو القضاء على الوقت، وإن كان في أمورٍ تعود عليه بالضرر.


أهمية الوقت في الإسلام


وفي ثقافتنا وفكرنا الإسلامي لا معنى لما يسمى بقتل الوقت وإضاعته فيما لا نفع له، بل العكس من ذلك عندما نرجع إلى آي القرآن الكريم والأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة من أهل البيت عليهم السلام نجد تركيزاً كبيراً على أهمية الوقت، قال النبي صلى الله عليه وآله: ‹‹لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه››، والشاهد في هذه الرواية قوله صلى الله عليه وآله: ‹‹عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه››، حيث أنّ فترة الشباب تمثل حيوية كبيرة في حياة الإنسان فلا بد أن يعي تلك الفترة، التي هي أعظم ما يملكه الإنسان في حياته.


رقي المجتمع في وعيه الصحيح للوقت


قد نسمع أنّ الوقت كالذهب غير أنّ الوقت لا يساوى بالمال في الأهمية، فالوقت أعظم من المال، فلا شيء يساويه، إذ هو جوهر العمر الذي يستطيع الإنسان فيه أن يحقق الانجازات والأهداف التي يطمح إليها، فإذا قضى وقته فيما لا نفع فيه فقد ذهب عمره سُدى، وهذا يعني أنه أنفق أعظم نِعَم ِالله عليه دون فائدة، غير أنه يمكن لمن يعي الأهمية للوقت أن تُسهم ثقافة إدارة الوقت في ترقيته ومجتمعه فيما لو رُكِزَ على ثلاث نواحٍ هامة:


الأولى: التوعية بأهمية الوقت


إنّ تثقيف أبنائنا وبناتنا بأهمية الوقت في حياتهم لا بد أن يتم في جهتين، فردية، يُؤكد فيها على ما يمثله الوقت للإنسان كفرد، أو اجتماعية، يُبين فيها تأثير الوقت على المجتمع في نموه وازدهاره، إذ أنّ الوقت جزء من حياتنا، التي نحقق فيها الانجاز للمجتمع وللأمة في كل مجالات التقدم وعلى جميع الأصعدة، فإذا هُدِرَ الوقت وذهب سُدىً، فسوف يؤدي إلى إيجاد خللٍ في مجال التقدم والتنمية للمجتمع والوطن. والتثقيف بأهمية الوقت لأنفسنا وأهلنا - وبالخصوص أبنائنا وبناتنا - يرفع عنهم المعاناة لأزمة الوقت في العطلة الصيفية، التي يشعرون فيها بالسأم والضجر، ولا يَعون استثمار الوقت، وهذا ما نشاهده لدى بعض الشباب الذين يفترشون الطرق للعب الورق طوال الليل، وهو مما يندى له الجبين، فمرحلة الشباب هي من أهم مراحل عمر الإنسان التي ينبغي الحفاظ عليها والاستفادة منها، كي لا تهدر وتستهلك في اللعب الذي لا فائدة منه، والفائدة المرجوة تكمن في أن يقضي الشباب أوقاتهم في قراءة كتاب أو تعلم مهارة، أو النوم مبكراً كي يستيقظ وملؤه الحيوية والنشاط لأداء عملٍ مفيدٍ، فلا يقضي نهاره في النوم والكسل، مما يُنبأ عن ثقافة لا واعية تجاه الوقت.


الثانية: الاستفادة المثلى من الوقت


بعد بذل قصارى الجَهد في التركيز على ثقافة الوقت وفهم الكيفية في ترسيخ مبادئ هذه الثقافة الهامة علينا أن نبين لأبنائنا وبناتنا الاستفادة المثلى من الوقت، وعلى الآباء والأمهات أن يستخدموا وسائل متعددة وطرقاً مختلفة لتحصيل هذه الثقافة، فنحن لا نعيش في الزمن الذي قضاه أجدادنا، فيصعب علينا تحصيل المعلومة، بل، إنّ الإنسان في زماننا يستطيع الحصول على المعلومة التي يطمح إليها بسهولة ويسر، ومن أهم هذه الطرق التي توصله إلى ذلك، أن يشتري كتاباً في إدارة الوقت، ويُقدم الكتاب هدية لأسرته، فهذا من أحسن الهدايا وأفضلها، فالمكتبات فيها عشرات الكتب، بل المئات تتحدث عن إدارة الوقت، ومن المؤسف أنّ الناس لا يهتمون بالقراءة التي ترفع مستواهم الثقافي في هذا المجال الهام الذي يُحسِّن من قدراتهم وإسهاماتهم الاجتماعية، إذن علينا أن نبذل قصارى الجهد في تثقيف أبنائنا بأهمية الاستفادة من الوقت من خلال طرح تساؤلات متعددة عليهم، كيف تقضي وقتك؟ وماذا تريد أن تنجز في العطلة الصيفية ككل؟ وما ذا تريد انجازه في هذا اليوم أو في هذا الأسبوع أو في هذا الشهر؟


الثالثة: تلافي نقاط الضعف ومعالجتها


وهنا يحسن بنا أن نذكر بعض الملاحظات، التي لها تأثير فائق في تعليم الأبناء والبنات كيف يستفيدون من الوقت، بالتركيز على أهمية تلافي نقاط الضعف لديهم، فإذا كان لدى الأبوين ابنٌ ضعيف في حقل علمي خاص - الرياضيات - فلا بد أن يكون في العطلة الصيفية قد تلافى هذا الضعف، وهكذا في كل عطلة صيفية يُحدد هدفاً عاماً لها، فيُسعى لرفع مستوى الابن في الحقل العلمي الذي أخفق فيه، وتحقيق الهدف الذي وُضِع لتطويره، وكذا الحال إذا كان الابن ضعيفاً في الجانب الأخلاقي أو في جانب القيم، لا بد أن يُجعل ذلك هدفاً في العطلة الصيفية لرفع مستواه، وقد تحدث القرآن الكريم في بيان إسداء النصيحة للأبناء بحوار لقمان مع ابنه، {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}(لقمان:17)، فهذا درس قرآني عظيم يعلمنا كيف نعلم أبناءنا ونسدي لهم النصح بطريقة مؤثرة.


برمجة الوقت في العطلة الصيفية


بعض الناس ليس لديه هدف، فهو كما عبر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: ‹‹كالبهيمة المربوطة همها علفها››، وبعض آخر لديه أهداف بعيدة المدى من الناحية الزمنية، وأخرى متوسطة، وثالثة قصيرة، لذا، لا بد من تعليم أبنائنا كيفية الاستفادة من عمرهم وأوقاتهم الخاصة - العطلة الصيفية - أو العامة التي ترتبط بالعمر كله، فيسعون إلى تحقيق انجازٍ لأنفسهم، ويتقدمون خطوات إلى الأمام، وهذا معنى التثقيف بكيفية الاستفادة من الوقت مع التأكيد عليه بكتابة أهدافه بوضوح وبيان نقاط الضعف في شخصيته حتى يتسنى له تلافيها في العطلة الصيفية، وقد لا يستطيع أن يحقق إلاّ بعضاً منها، لكن المهم هو أن ينجز القليل وبالتدريج سوف يحقق ما يطمح إليه، ومن خلال كتابة الأهداف وتقسيم الوقت ووضع أجندة بالأولويات التي يريد أن يحققها فإن الأبناء والبنات يتعلمون الطريقة المثلى في الاستفادة من وقتهم، فإذا كان يقضي في أيام الدارسة ست أو سبع ساعات في المدرسة، فعليه أن يقضي في العطلة ساعتين للراحة والاستجمام واللعب والمرح وما إلى ذلك من الأمور التي لا تعني برنامجاً جاداً، ولكن عليه أن يقضي الباقي من الوقت - خمس ساعات من السبع - فيما يعود عليه بالنفع من خلال البرمجة ووضع الأولويات وقراءة الكتب وبالخصوص ما كان منها في إدارة الوقت وكيفية الاستفادة منه، مثل قراءة سيرة العظماء الذين استفادوا من أوقاتهم، ككتاب، (معاقون ولكن عظماء)، الذي يتحدث عن من لديه إعاقة إلا أنه بالصبر والثبات والاستفادة من وقته استطاع أن يحقق انجازات كبيرة لنفسه، بل للبشرية جمعاء، فإذا كان المصاب بإعاقة يتمكن أن يحقق انجازات كبيرة، فحريٌ بالإنسان السوي الذي يتمتع بكامل قدراته وقواه أن لا يقضي وقته هدراًً.
أفضل استثمار للوقت.



إنّ من أعظم ما يستفيده الإنسان تعلم القرآن، ليس في القراءة والتجويد فحسب، وإنما كمنهج وسلوك، فقد كان النبي صلى الله عليه وآله خُلقُهُ القرآن، وهذا ما أبانته سورة العصر بأنّ الإنسان في خسران دائم، إذا لم يكن على ارتباط وثيق بالحق تعالى من خلال الإيمان الراسخ عقدياً، والعمل الصالح سلوكياً، الذي يؤثر على مسيرة الإنسان، فيوصله إلى ما يطمح إليه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sho3a3-alzahra.yoo7.com
 
الوعي الاجتماعي للوقت في العطلة الصيفية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شعاع الزهراء  :: 
@@ المنتديات الثقافية والتعليمية @@
 :: شعاع ينابيع الثقافة
-
انتقل الى: