□ نصّ الخطاب □ الصور □ سهلة الطبعولي أمر المسلمين: إن دعم أميركا لأي شخص في إيران، يعدّ وصمة عار (۲۰۰۸/۰۱/۰۹ - ۱۹:۳۴)
أكّد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله اليوم الأربعاء (29 ذي الحجة) حشداً غفيراً من علماء الدين وأهالي مدينة قم: إن الإمام الحسين (عليهالسلام) هو حامل لواء البصيرة والصمود والمجسّد لها.
وأشار سماحته إلى صمود الشعب الإيراني خلال ال28 عاماً الماضية وأهمية التحلي بالبصيرة في الانتخابات المقبلة مصرحاً بالقول: إن التمتع بالبصيرة من ضرورات الانتخابات وعلى الشعب الإيراني خوض الانتخابات التشريعية الثامنة ببصيرة تامة واتخاذ قراره الصحيح وبعون الله تعالى وفضله فان النصر النهائي سيكون حليف الشعب الإيراني والنظام الإسلامي.
وفي هذا اللقاء الذي جاء لمناسبة الذكرى السنوية لانتفاضة أهالي قم التاريخية في ال19 من دي عام 1356 (محرم الحرام 1398) وصف سماحة السيد القائد هذه الخطوة الذكية لأهالي قم بأنها كانت حركة مؤثرة جداً على صعيد بلورة انتفاضة الشعب ضد نظام الطاغوت وأضاف: إن ال19 من دي حقبة مهمة جداً في تاريخ الثورة الإسلامية ومن المناسبات التي يجب إحيائها على الدوام حيث كشف أهالي قم في هذا اليوم عن مدى وعيهم وولائهم لقائد الثورة الإسلامية المعظّم الإمام الخميني(قدّس سرّه).
و تابع سماحته قائلاً: خلال الأعوام التي تلت انتصار الثورة الإسلامية نكث بعض الأشخاص ببيعتهم للإمام الخميني(قدّسسرّه) والثورة، وقد أضرّهم ذلك، لكن غالبية الشعب الإيراني ومن خلال محافظتها على ولائها صمدت، والباري تعالى ايضاً أثابها فالانتصار في الحرب المفروضة والمكاسب المتزايدة في مجالات النموّ والتقدم الوطني هي من جملة هذا الثواب.
وأشار سماحته إلى السابع عشر من دي الذكرى السنوية لكارثة حظر الحجاب من قبل رضاخان وقال: إن أعداء إيران والإسلام ووفقاً لمخطّط مدروس وبمساعدة بعض عملاء النظام البهلوي من المثقفين حاولوا إخراج المرأة الإيرانية من أطر العفاف والحجاب والقضاء على القوة الايمانية العظيمة السائدة في المجتمعات الإسلامية ببركة عفاف النساء.
وراى قائد الثورة المعظّم أن حظر الحجاب كان مقدمة للقضاء على العفاف والحياء في المجتمع وتدمير كيان الأسرة منوهاً بالقول: إن الشعب الإيراني لاسيما النساء المسلمات وقفوا في ظلّ إيمانهم الراسخ أمام هذه الضغوط وحالوا دون تحقق هذه المؤامرة.
واعتبر سماحته أن قيام الإمام الحسين(عليه السلام) وحادثة عاشوراء هي من الحقب المهمة جداً في تاريخ البشرية والتي أدّت إلى تغييرها وأضاف: رغم المعارضات الكثيرة فإن هذه الواقعة بقيت حيّة على مرّ التاريخ وفي الحقيقة إن عاشوراء هي كنز ثمين بإمكان البشرية الاستفادة منه.
و أكّد ولي أمر المسلمين أن إقامة العزاء للإمام الحسين(عليه السلام) هو في الحقيقة إحياء وصيانة القيم المعنوية الإلهية متابعاً القول: على كافة المعزين ومنهم الخطباء والوعاظ المواظبة على صيانة شأنية ومكانة هذه الحقيقة، وحذار من أن تؤدّي بعض الخرافات أو الأعمال التي تتنافي مع العقل إلى ضياع مجالس عزاء الإمام الحسين(عليه السلام).
وأكّد سماحته أن مجلس ومنبر الإمام الحسين(عليه السلام) هو مكان لتبيان الحقائق الدينية والحسينية مشدداً بالقول: إن مجالس الإمام الحسين(عليه السلام) يجب أن تكون مجالس مناهضة للظلم والهيمنة وكل من يتصف بصفات يزيد وشمر وابن زياد في زماننا.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى التأكيد المستمرّ من قبل مسؤولي وكبار النظام الإسلامي بمن فيهم الإمام الخميني الراحل وكذلك جميع أبناء الشعب على إقامة مراسم العزاء والمواكب الحسينية وأضاف: إن الاتجاه العام في مراسم عزاء أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) يجب أن يكون صوب تعزيز جانب الإيمان وروح التدين لدي الشعب والتوعية وتنمية روح الشجاعة والحمية الدينية والحد من ظاهرة عدم الاكتراث معتبراً: إن هذه الأمور هي المعني الحقيقي لتكريم النهضة الحسينية.
واعتبر سماحته أن الجانب العاطفي لمراسم العزاء الحسيني هو المحفز لأحاسيس وعواطف الشعب فيما يؤدي جانبه المعنوي إلى توعية أصحاب الفكر والبصيرة وتابع قائلاً: إن الإمام الحسين (عليه السلام) كان مظهر البصيرة والصمود وعلى أتباعه ايضاً التحلّي بهذه السمة.
وأكّد سماحة السيد القائد على أن ثورة الشعب الإيراني العظيمة ورفعة راية القيم الانسانية والدينية في عالم معاد لهذه القيم مؤشر على بصيرة هذا الشعب وقائده الفذّ الإمام الخميني (رضوان الله عليه) وصرّح بالقول: ان الثورة الإسلامية تعدّ معجزة عصرنا الراهن لأنه رغم كل المؤامرات فإن الشعب الإيراني خرج منتصراً من ساحة الصراع وهذه الثورة باتت اكثر رسوخاً وقوة من السابق ودحرت أعدائها إلى الوراء.
كما وصف سماحته الانتخابات بأنها أمر هام جداً وأحد المجالات التي تتجلى فيها عظمة الشعب الإيراني ونظامه الإسلامي وقال: إن الانتخابات التي هي تجسيد للسيادة الشعبية قد جرت خلال 28 عاماً الماضية بما معدله كل سنة في إيران وهذا أحد أهم المؤشرات على انتصار الشعب الإيراني وذلك لانه يعكس حضور الشعب واتخاذه القرار وشجاعة النظام الإسلامي في الاعتماد على صوت ورأي الشعب.
وعزا ولي أمر المسلمين سبب إنكار ورفض هذه الحقيقة الصارخة والواضحة من قبل أعداء الشعب الإيراني الألداء إلى عظمة هذه المسألة ومضى للقول: إن النظام الإسلامي يصرّ دوماً على إقامة الانتخابات بحيث أن محاولات الثلة التي أرادت قبل أربعة أعوام وعبر تنفيذ مقلب تعطيل الانتخابات قد باءت بالفشل بفضل الباري تعالى وصمود الشعب.
وتطرق سماحته إلى واجب الناس وكذلك المسؤولين والنخبة تجاه الانتخابات مصرحاً بالقول: يجب الحفاظ على مكانة وقيمة وعظمة الانتخابات وعلى الشعب ايضاً أن يذهب إلى صناديق الاقتراع بروح مفعمة بالأمل والثقة.
وأعرب سماحة السيد القائد عن أسفه لبعض التصريحات التي تصدر بشأن مراقبة المخالفات في الانتخابات وأكّد قائلاً: إن الانتخابات قد جرت في غضون 28 عاماً الماضية في أجواء سليمة ونزيهة في البلاد.
وتساءل سماحته: لماذا تصدر مثل هذه الخطابات التي نأمل أن تكون من باب الشبهة، لأن من شأنها أن تمسّ بمصداقية الانتخابات.
واعتبر قائد الثورة المعظّم كذلك تصريحات البعض الداعية إلى اشراف مراقبين دوليين على الانتخابات بأنها منتهى الصلافة واكبر اهانة توجه للشعب الإيراني وأضاف: إن مسؤولي التنفيذ والإشراف على الانتخابات قد أدّوا واجبهم جيداً في صيانة أصوات الشعب سابقاً وسيحدث هذا الأمر في الانتخابات النيابية الثامنة.
وجدّد سماحته تأكيده على ضرورة رعاية الأخلاق الانتخابية من قبل جميع الأحزاب والفصائل السياسية وتجنب سوء الأخلاق والإهانة وتوجيه التهم داعياً إلى توخي الحذر ازاء تحركات العدوّ بما فيها التصريحات الأخيرة للرئيس الاميركي القاضية بدعم فئة خاصة في إيران وقال: إن دعم أميركا لأي شخص في إيران، يعدّ وصمة عار.
واضاف ولي أمر المسلمين: ينبغي على الشعب والفئة التي اعلنت أمريكا دعمها لها، التفكير حول سبب إبداء أمريكا دعمها لتلك الفئة؟ وما هي النقيصة الموجودة في هذه الفئة التي دفعت أمريكا إلى التفكير بدعمها؟
واعتبر سماحته الانتخابات بأنها للشعب والنظام الإسلامي والإسلام متابعاً القول: يجب توخي الحذر واليقظة لكي لا تتحول الانتخابات إلى العوبة بيد الأجانب وهذا ما يفرض على التيارات والساسة تحديد موقفها من العدوّ وكذلك تحديد الخطوط الحمراء بدقة لأنه إذا لم تحدّد هذه الخطوط فمن المحتمل إن يجتاز العدوّ هذه الخطوط وربما تؤدّي هذه المسألة إلى وقوع بعض الأشخاص المنتسبين إلينا في فخ العدو.
واوضح قائد الثورة الإسلامية: إنه على الأشخاص والفئات السياسية فضلاً عن تحديد موقفها من العدو، تحديد موقفها من العملاء والمرتزقة والأشخاص الذين يعملون لصالح العدو.
وراى سماحته أن الحضور في الانتخابات بحاجة إلى البصيرة مؤكداً القول: يجب على أبناء الشعب مراقبة تحركات العدوّ ومواقفة لكي يكونوا جاهزين لاتخاذ قراراتهم الصحيحة ولا شك أن الشعب الإيراني والنظام الإسلامي سيخرجان من هذا الاختبار بشموخ على غرار السابق في ضوء العناية الالهية وهدايته.