المحفوظ يتناول «الثقافة والعمل المؤسسي» في منتدى بوخمسين الثقافي..
شبكة راصد الإخبارية - 28 / 4 / 2008م - 2:37 ص
استضاف منتدى بوخمسين الثقافي يوم السبت الماضي الكاتب والمفكر الإسلامي الأستاذ محمد المحفوظ في محاضرة تحت عنوان «الثقافة والعمل المؤسسي ».
وقد أدار الحوار الشيخ حسن بوخمسين الذي تحدث في البداية عن الثقافة كقيمة وأهميتها في المجتمعات الإنسانية.
وقال بأن الثقافة تعتبر قيمة في حد ذاتها في المجتمعات المتحضرة يحصل من خلالها المثقف على قيمة في وسط مجتمعه حسب مستواه ونشاطه الثقافيين.
وبعد التعريف بالضيف وبموضوع المحاضرة بدأ الأستاذ المحفوظ محاضرته بالحديث المروي عن الإمام علي
والقائل : «من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما معا فعليه بالعلم»، وقال بأن من أهم أسس نجاح المجتمعات إعطاء الأهمية للعلم والتحصيل العلمي.
ثم تحدث المحفوظ عن الأهمية لما أسماه الفردية في الأعمال. فالأمم الناجحة هي الأمم التي تعطي أهمية للأفراد ولا تقوم بوأدهم، حيث إن تعزيز الفردية تبني الأمم ولا تهدمها.
وميز بين مفهوم الفردية الذي يعنيه والمفهوم السلبي لها والذي يتمثل في الأنانية وحب الذات وحب الظهور للأفراد، وقال بأن الفردية هي اللبنة الأولى للبناء المؤسسي للمجتمعات. ولذلك – أضاف المحفوظ – بأن ما يحصل في مجتمعاتنا أنه عندما نقوم بتأسيس مؤسسة فإن فردا واحدا يبرز والبقية تختفي من خلفه وتكون تابعة له.
وفي جانب آخر من محاضرته التي حضرها عدد من المثقفين والمفكرين من الأحساء تحدث المحفوظ عن ضرورة الإنتقال من ثقافة الطاعة إلى ثقافة المسؤولية، حيث إنه لا يمكن ان نبني مجتمع ما على ثقافة الطاعة، لأننا سنحصل حينها على أتباع ومتفرجين ومصفقين لا شركاء، وحينها لن نستطيع بناء مجتمعات مؤسسية بناءة.
مشيرا ضمن هذا المحور لما أسماه « الثقافة الإجترارية » التي فسرها بأنها إعادة طرح نفس التساؤلات الثقافية القديمة.
ثم تحدث المفكر المحفوظ عن أهمية بناء المؤسسات بجميع مفردات هذه الفكرة، حيث تساءل عن مدى الاهتمام بالثقافة في مجتمعاتنا وعن نسبة المثقفين والباحثين فيها، وضرب لذلك مثلا دويلة إسرائيل التي يوجد بها 85 باحثا لكل 1000 شخص من السكان، بينما النسبة أقل من هذه النسبة بكثير في عالمنا العربي.
وفي مثال آخر قال المحفوظ بأن عدد المتطوعين في الولايات المتحدة يزيد على 93 مليون متطوع من بين 250 مليون هم عدد السكان هناك، وأن هذا انعكاس للثقافة السائدة هناك عن العمل المؤسسي. ولذلك - أضاف المحفوظ – فإننا بحاجة إلى إطلاق مجموعة من المشروعات الثقافية والمعرفية اللامحدودة في مجتمعنا، ومثل لمدى الاهتمام ببعض الشخصيات في المجتمعات المتحضرة صدور أكثر من 55 ألف كتاب عن هتلر منذ انتحاره عام 1945م وحتى العام 2000م، بينما لم يصل العدد الذي ألف عن الرسول الأكرم – صلى الله عليه وآله – إلى هذا العدد رغم الفارق الزمني والكيفي بين الشخصيتين.
واختتم الأستاذ المحفوظ حديثه بالتأكيد على أن المشكلة لدينا مشكلة ثقافية بالدرجة الأولى وليست من أي نوع آخر، وأن معالجة المشكلة يجب أن يتوجه إلى جذر المشكلة وليس إلى أعراضها وقشورها..
ثم فتح مدير الحوار الشيخ حسن بوخمسين المجال لمداخلات الحضور والذي كان منهم الأستاذ وليد الهاشم والأستاذ محمد الجبران والأستاذ صادق الرمضان والمهندس مهدي الرمضان، والشيخ جواد الجاسم والشيخ الدكتور صادق الجبران. ثم اختتم الشيخ حسن الحوار وقام بعدها الشيح عادل بوخمسين بتقديم الشكر للضيف المحفوظ على تكبده عناء السفر وشكره على محاضرته القيمة.