الشيخ المصطفى يناقش «إشكالية العلاقة بين عالم الدين والمثقف»

الشيخ المصطفى يناقش «إشكالية العلاقة بين عالم الدين والمثقف»
شبكة راصد الإخبارية - « كتب: جمال علي آل عباس » - 28 / 4 / 2008م - 2:20 ص



الشيخ حسين المصطفى


استطرد منتدى الوسطية بمدينة صفوى ليالية التثاقفية بعنوان ياتي استدراكا لحلقتة الأولى والتي نوقش فيها "دور عالم الدين في المجتمع المعاصر" حيث كان المحور ذاته -وهو عالم الدين- تحت مجهر الأمسية الثانية للمنتدى ولكن هذه المره بإستضافة الشيخ حسين المصطفى.
فبعد نقاش البعد الأول العلاقاتي في حياة عالم الدين وهو المجتمع تأتي علاقته بالمثقف كبعد آخر لا ينبغي تجاوزة وتشريحة للوصول الى تسوية تنعكس بدورها على الاطار العام للتنظيم الحياتي للتكويننا المشترك المتدين الذي اصبح عالم الدين فيه هو القطب الذي تدور حوله رحى الماكنة الاجتماعية.

استهل الامسية بورقة - تضمنها خمسة محاور رئيسية- استغرقت ما يقارب الخمس وأربعين دقيقة ومن ثم ترك المجال للتفاكر المشترك في "اشكالات العلاقة بين عالم الدين والمثقف".
وكان المحور الأول والذي تمثل بسؤال عن ماهية الثقافة والمثقف؟ قدم الشيخ المصطفى التباين التعريفي -من وجهة نظرة - بين المعرفة والتي هي الصورة الذهنية لما نحصل علية من وسائل المعرفية والثقافة والتي هي ما يُسقط من تلك الصور الذهنية على ارض الواقع كإسهامات متجددة للتفاعل مع العالم الخارجي لتحقيق الروؤية الأوسع والأشمل للوصول الى المثل العلى بما يمكن من الكمال.

أما في محوره الثاني - والذي ارتكز على استفهامية المحور حول الماهية- جاء استفهاميا أيضا حول الدور الرقمي الذي ينبغي للمثقف لعبة في آلة الواقع الاجتماعي لايصال المجتمع والانسان لكماله الممكن له وذلك من خلال:

- التوعية والتي ينبغي أن تكون بالتفكير مع المجموع لا بالتفكير عنه.
- التخطيط للوقوف على معادلة متوزانة ومتكافئة للمنافسة من اجل السيطرة.
- تفجير طافات الانسان الكامنة من خلال استثارة امكانات العقل الانساني لاستخراج القدرات الدفينة لتكميلها وتطويرها.

اما المحور الثالث والذي تناول فيه المصطفى عوامل الجمود الثقافي حيث صنف اهم عوامل تجمد العقل البشري في:

- كبت الحريات من خلال سلب المسؤولية عن الانسان المثقف.
- التقليد حيث يحجم رؤوية الانسان للاشياء.
- تقديس الاشخاص وخاصة في القضايا العلمية وبما يؤول الى تعطيل حركة الابداع من خلال الخوف من الوقوع في الخطا.
- احتكار حق التفكير بعدم اشراك الأمة بما تستطيع التفكير فيه.
- المواجهة الحضارية السلبية بالانشداد العصبي للتراث.

في المحور الرابع والذي تصمن رؤيه المصطفى حول المثقف وعملية التغيير والتي تتأتى من خلال التفاعل الذي صنفه الى تفاعل سلبي وايجابي تبعا لتفاعله مع مقتصيات الحراك الرسالي الذي تحتمه الظرفية العصرية للمثقف فانسيابه السلس دليل ايجابيته والتي هي وسيلته للكمال الاجتماعي الممكن.

وأخيرا اختتم الشيخ المصطفى ورقته بالفرضية التي كانت عنوانا للمحاضرة وهي وجود اشكالبة بين المثقف وعالم الدين هذان العنصران اللذان رءاهما متباينان من جيث الدور ومتكاملان في نسق الانشداد للمثل الأعلى. وقد حدد الاشكالات في الآتي:

- سطوة الأساس الفكري والذي يفرضة واقع المنهجية الدراسية لكل من الرواق الحوزوي والاكاديمي.
- التخصص - وهو سلاح ذو حدين- حيث أن منطلق البحث لدى عالم يكون متمحورا حول النص بينما نجدة ذو منطلق نتظيري أو تجريبي صرف لدى المثقف.
- البعد الأيديولوجي في تفسير الظواهر من منطلق التفسير المادي المنافي للغيبي لدى كل من المثقف وعالم الدين.
- الفصل بين الأحكام والموضوعات حبث أن الفقية يعمل على اسقاط خبرتة الأصولية الفقية لانتاج الحكم الشرعي بينما تكون عكسية لدى المثقف.
- الفصل بين التنظير والواقع فتماسك العلوم الدينية وثباتها بنظر العالم الديني يقابلها نزعة المثقف التجديدية لمحاكاة الواقع المتغير.

وأخيرا ترك المجال للحضور لخوض غمار امسية تفاكرية اتسمت بالجرءة في الطرح من خلال المساحة الحية التي أضفاها الشيخ المصطفى الذي اجاد فن التوسط بين افنديته آخونديته.