الجزء الثاني
الحاجة للزوجة الثانية ومشكلة العنوسة (2)أبو عهد - 06/12/2007م - 1:30 ص
عندما شرعت بالموضوع شعرت أكثر بخطورة المشكلة ولذا عليّ أن أسلـّط الضوء على النمط الحياتي الذي وصلنا له وعلى بعض المفاهيم البعيدة قليلاً عن روح الإسلام . . !
بل أرى مِن واجبنا التطرّق لهذا الأمر مِن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . . .
وقد لا تروق آرائي للبعض من المتزوّجات ولا يتحمـّلن الرضوخ للحق وللشريعة ! ! !
ولكن أريد أن أشير إلى أسباب هامـّة معظمنا نجهلها ، هي التي وقفت في طريقهن في الانضمام إلى زوجة أولى كشريكة لها وهذا حقّ طبيعي لها وبدون أن ينتابها شعور بأنـّها أخذت مـِن دور غيرها . . .
(2)
الحاجة للزوجة الثانية ومشكلة العنوسة
عندما شرعت بالموضوع شعرت أكثر بخطورة المشكلة ولذا عليّ أن أسلـّط الضوء على النمط الحياتي الذي وصلنا له وعلى بعض المفاهيم البعيدة قليلاً عن روح الإسلام . . !
بل أرى مِن واجبنا التطرّق لهذا الأمر مِن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . . .
وقد لا تروق آرائي للبعض من المتزوّجات ولا يتحمـّلن الرضوخ للحق وللشريعة ! ! !
فالمشكلة أكبر بكثير مـِن أن نتغاضى عنها أو نهملها وأقصد مشكلة العنوسة . . .
هذه النار التي تحترق بها أخواتنا الصالحات التقيـّات المواليات
واللواتي تمنعهنّ عفـّتهن مِن البوح أو الشكوى . . .
بل قد وصل الحدّ بهنّ إلى حدّ التشاؤم من الحياة ومـِن قلـّة حظوظهنّ . . .
ولسان حالهن يقول :
مولانا اسقي العطاش فالعقل طاش مـِن الظمأ ! ! !
ولكن أريد أن أشير إلى أسباب هامـّة معظمنا نجهلها ، هي التي وقفت في طريقهن في الانضمام إلى زوجة أولى كشريكة لها وهذا حقّ طبيعي لها وبدون أن ينتابها شعور بأنـّها أخذت مـِن دور غيرها . . .
وأهم الأسباب الخفيـّة هو ما وصلنا إليه نظرة الفتيات والشبـّان للحياة والتعامل معها بطريقة بعيدة عن الالتزام الصحيح بمبادئ الإسلام . . .
ونبدأ بالنساء فلقد تجاوزن حدودهن المشروعة بسبب رغبتهن في حياة الترف والتعالي والتطاول والسيطرة وحبّ التملـّك والعجرفة والحرية والانفتاح وطلب المساواة مع الرجل بشكل ينافي التركيبة النفسية والاجتماعية التي ارتضاها الله لنا مـِن أجل مجتمع متكامل متكافل متراحم ! ! !
حتـّى وصل الحدّ بهن إلى الاعتراض على سنـّة الله والاستئثار بالزوج ومعارضته الشديدة للزواج بأخرى رغم حاجته الملحـّة أحياناً . . !
وكأنـّه مقدمٌ على جرمٍ أو فعلٍ محرّم لا سمح الله . . !
وكأنّ تلك المحرومة المحروقة لا تمس لها بصلة . . !
علماً بأنّ هذه المحرومة قد تكون في يوم مـِن الأيام صديقتها أو جارتها أو أختها أو حتـّى ابنتها ! ! !
وأعيدها على الملأ هذه مسؤولية تقع في رقبة جميع أفراد المجتمع وإن لم نسارع في حلّ مشكلة تلك الفتيات الصابرات المتفحـّمات فقد نلاقي بلاءً مِن الله انتقاماً لتلك الصالحات المتعفـّفات . . !
ولتحذر كلّ مـَن تجد في نفسها تكبـّراً عن شريعة الله ومنهجه مـِن أن يخرج يوماً زوجها مـِن بيته ولا يرجع
{ لا سمح الله } إلا محمولاً ! ! !
فليكن تسليمنا لأمر الله شيئاً راسخاً في أنفسنا ولنرضى بالقليل الذي قد يزول مـِن أيدينا . . .
كما علينا الاستعداد لتقبـّل كلّ ما يأتينا مـِن عند الله مـِن البلاء أو المرض أو نقص في الأنفس والثمرات . . !
وعلى كلّ زوجة لا تجد في نفسها الرضا والتسليم بكل ما كتبه الله أن تراجع نفسها وتـُصلح من سلوكها وطريقة تفكيرها وأسلوبها . . !
والآية التالية صريحة في دفع الأزواج لاتخاذ قرارتهم بعيداً عن أي خوف مـِن غضب زوجاتهم :
{ هل لكم من ما ملكـَت أيمانكم مـِن شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواءٌ تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصـّل الآيات لقومٍ يعقلون }
بل تناست الزوجات ما نزل فيهن مـِن كتاب الله :
{ وليس الذكر كالأنثى – الرجال قوّامون على النساء }
نعم أنا مع استقرار كلّ أسرة ومع تربـّع كلّ زوجة على قلب زوجها والحياة الهانئة السعيدة . . .
ولكن هنالك ما هو أسمى وأجمل مـِن هذا التربع على عرشه وهو التضحية والسخاء والتراحم في سبيل التفريج عن إنسانة طاهرة محرومة تقضي حياتها وهي تشتكي لربـّها . . .
فللضرورات أحكام وهنالك أولويات وحال الرخاء ليس كحال الشدّة . . .
فكم مـِن النساء اللواتي دفعن بأزواجهن للتضحية في سبيل نصرة الدين والدفاع عن المقدّسات . . .
والزوجة الصالحة المجاهدة التي تتفهـّم احتياجات زوجها إن كان له رغبة ومقدرة جسدية ومادّيـّة وحسن خلق لا تعارض في التفريج عن زوجها وعن أخت لها في الله محرومة ! ! !
{ وَالّذِينَ تَبَوّءُوا الدّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مّمّآ أُوتـُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىَ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحّ نَفْسِهِ فَأوْلَـَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
وأما مـَن تجد في نفسها الغيرة التي تمنعها من الدخول القبول بشريكة فلتراجع نفسها وترضى بما يقسمه اللهُ لها ! ! !
وبالنسبة للواتي يشعرن بحرج في الإساءة إلى مشاعر الزوجة الأولى والظهور بمظهر مـَن يسرق الزوج أقول لهم :
عليكنّ أن تحملن هذه المشاعر الطيـّبة معكن بعد الزواج بزوج الأخرى لتتعايشن بينكنّ بكل مودّة وأخوّة . . .
وهذا يا أخواتي شيء مـِن حقـّكم لا داعي للحرج . . .
فالروايات صريحة بأنّ حق الزوجة على زوجها
{ مرّة كلّ أربعة أيام }
حتـّى وإن لم يكن له زوجة غيرها . . .
وهذا دليل قوي على حقـّه وتريكبته التي تتناسب مع الزواج بأخريات وأن يحببهنّ كلاهما في نفس الوقت . . .
وهذه المحبـّة لأكثر من شخص موجودة في مظاهر كثيرة من حياتنا كمحبـّة الأم لجميع أبنائها . . .
وأمـّا بالنسبة لبعض الرجال فلقد أصبح وضعهم غير متوافق مع روح الإسلام بسبب ميلهم للحياة الماديـّة المترفة الغير ملتزمة . . !
وعدم التزامهم بالدفاع عن قضايا الأمـّة ونصرة الدين والأعمال الخيريـّة وإصلاح نفوسهم وتزكيتها . . !
وعدم استعدادهم لحياة ملؤها الجهاد والكفاح لرعاية الزوجة والأولاد والتقرّب بأنواع العبادات والاستعداد للحياة الخالدة . . !
وهذا يا إخوتي يبقى رأيي ولا يشمل الجميع طبعاً !
والحمد لله ربّ العالَمين