حوار مع سجاده

موضوع: حوار مع سجاده الأحد أبريل 06, 2008 12:42 pm

لاشك ان كل ابن ادم ينام ، وكل انسان يؤوي الي فراشه ليلا، ولكن هل تعرفون كيف نومتي تلك الليله ؟!!!
كنت نائما في ليله من ليالي الشتاء الباردة ، من بعد نصب وتعب من مشاغل الدنيا ، ما اكثرها .
وقد استلقيت على فراشي، وغرقت في نوم عميق جدا ، فستيقظت قبل الفجر من عطش شديد ألم بي ،فقمت لا اشرب الماء فسمعت انينا يخرج من الارض, تلفت حولي فذهب الانين،ثم ذهبت وشربت الماء ثم عدت الي الفراش، واذا با الانين يعود مره اخرى ن وفي هذه المره كان الانين قويا وكانه صوت بكاء، فتحسست الارض بيدي حتى امسكت ( سجادتي)فسكتت
قلت متعجبا أأنت التي تانين يا سجادتي؟
قالت نعم
قلت ولماذا ؟
قالت : لقد أيقظك عطشك، وشربت من الماء حتى ارتويت وانا بحاجه الي الماء ولا اجد من يرويني الماء!!
قلت : وهل تريدين ان احضر لك كاسا من الماء؟
قالت : لا ليس هذا هو الماء الذي يروينين انما يرويني دموع العابدين التائبين
قلت ومن اين لي ان آتي لك بهذا النوع من الماء؟
قالت : وهذ اهو سبب بكائي فقم ياعبد الله وصل ركعتين في ظلمة الليل, حتى تنير لك ظلمه القبر والجزاء من جنس العمل ،
ولم يبق من الوقت الا القليل وبعدها يؤذن المؤذن لصلاه الفجر.
قلت : دعيني وشأني ياسجادتي
قالت : ياعبد الله قم لصلاة الفجر فانها حياه للقلب والروح وقد حان موعد الاذان ليردد في آفاق الوجود ( الله اكبر)
وانت تستجيب لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار . ولا تستجيب لنداء العزيز القهار؟؟!
قلت متضايقا : دعيني انام ياسجادتي .. فأنت تشاهدني كل يوم لا اعود الي المنزل الا وانا منهك متعب.. ثم اخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر با الدفء واستسلم لسلطان النوم
قالت السجادة: ياعبد الله. وهل تعطي للدنيا اكثر مما تعطيه لدينك؟
قلت بلهجه تهكميه : اسكتي ياسجادتي. ارجوك لاتتكلمي .. فإ نني متعب ومرهق. اريد ان انام
فسكتت الجادة برهة متأثره بما قال عبد الله وقالت بصوت حزين:
آآه لرجال الفجر!! آه لرجال الفجر!!
الم تسمع قول النبي صلى الله عليه واله وسلم ليس منا من أستخف با الصلاه)
فانتبه عبد الله من غفلة من غفلة وقال : فعلا ان صلاه الفجر مهمه .
السجاده : قم ياعبد الله قم . قال غدا ابداء ان شاء الله .. ولكن اتركيني اليوم فانني مرهق.
السجادة: وهي تتحسر ( من لم يعرف ثواب الاعمال ثقلت عليه في جميع الاحوال )
ثم قالت : ستنام غدا في قبرك كثيرا ياعبد الله , وستذكر كلامي ونصحي......
ثم تركته السجاده، ونام عبد الله ولكن ! كانت اطول نومه ينامها في حياته فقد مات تلك الساعه. فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة
يامن يعد غدا لتوبته أعلى يقين من بلوغ غد
المرء في عيشه على امل ومنيته الانسان با لرصد
ايام عمرك كلها عدد ولعل يومك اخر العدد

دام قلمك لنا كاتبا وعباراتك واضحتا
وشكري لك دائما
ومشكور على هذه الموضوع الرااااائع
ونتلطلع إلى كل جديدك